" يوسف العَظْم "
عِطْرٌ يفيضُ على الرِّحاب وطِيبُ *** فالخافقاتُ ضمائرٌ وقلوبُ
آمنْتُ أنّ الصّدقَ يُنْجي أهْلَه *** دوماً ... وأنّ المُرْجفات تخيب
وبأنّ مَنْ أدّى الأمانة غالبٌ *** ومن استهان بردّها مغلوب
أأبا جهاد يَجِلُّ قدْرُكَ عن مدى *** شِعْري.. ولكنّ السكوت يريب
غرُّ القصائدِ إنْ تناومَ جفْنَُها *** فلها بمدْحِك زأْرةٌ ووثوب
أنكرْتُ أنْ ينسى القريضُ نجيَّه *** فأتاكَ من ذنب العقوق يتوب
يا أيّها المثلُ الكريمُ لدعوةٍ *** تمْضي لأسمى غايةٍ وتُصيب
ما غرّها زيْفُ السّراب ولو على *** غُدْرانها في القيظ جَارَ نضوب
" بمدارس الأقصى " عَرفْتُك شمعةً *** تُهدي الضّياء لغيرها وتذوب
" وبمجلس النّواب " رأْيُك ما كَبَا *** إنْ حَلّ أمْرٌ فادحٌ وعصيب
ولدى " الوزارةِ " نبْعُ ماءٍ سائغٍ *** يُروي .. وروضٌ بالعطاء خصيب
وبليغ قولك في " الكفاح " سيوفُه *** لم ينج منها خائنٌ ولعوب
تدعو لطرد " الإنجليز " ودحْرِهِمْ *** وبجيشنا – درع البلاد_ تهيب
% % %
يا أَيّها البدْر الذي بضيائهِ *** تغدو الأسودُ لغيلها وتؤوب
باق – وأعمار الصّغار ستنتهي- *** مِنْ هَدْي فكرك نيّرٌ مشبوب
أشعارك الغرّاءُ كنز أصالةٍ *** إنْ ضاع في زيف الجديد مريب
ورؤاك في الحلك البهيم مَشاعلٌ *** قدسيةٌ تهدي السّنا .. ولهيب
وبيانك الوضّاءُ ما مِنْهُ ارتمتْ *** للنوم في كهف الضّياع جنوب
% % %
وَيْلي .. وتُبْحِرُ في الهموم قصائدي *** وتغوصُ في بحر الأسى وتغيب
ذَبْحُ العروبةِ باسمها يشتدُّ بلْ *** وجْهُ العروبة في الدّيار غريب
والرِدّةُ النّكراء فوق حِرَابها *** في المشرقين دَمُ الهدى مسكوب
والفاتِكُ الغَرْبيُّ عنّا إنْ مضى *** فالفاتكُ العَربيُّ عنه ينوب
و " البيتُ " - ياشرفَ الجهاد- مُدنّسٌ *** و " القبرُ " يا آل الرسول سليب
و "الفارس المصلوب"ما انتفضتْ لَهُ *** أمٌّ .. ولا شُقّتْ عليه جيوب
ومنابعُ البترول مَع أعرابها *** كَنْزٌ " لبوش " وجيشه منهوب
غرقتْ " بنو نفطان " في آثامها *** واليوم حانَ بحقهّا التأديب
مِمّا جنى الحَجّاجُ " باسم " أُميّةٍ *** ما زال في قلب العراق ثقوب
رجس التّحالف لفَّهُ وكأنّهُ *** ما ضمّخته من " الحسين " طيوب
ومعاقل " الأفغان " ديسَ شُموخُها *** و " القدس " في نار اليهود تذوب
ومصائب " الشّيشان " تلتهمُ الحشا *** والهوْلُ فيّاض البلاء عصيب
ضاقتْ بنا الأرجاءُ .. لاوجْهُ الدُّنا *** زاهٍ .. ولا صّدْر الحياة رحيب
يا ابن الّذين لطهْرهِمْ لم تقتربْ *** عِلَلٌ تمسُّ نقاءه وعيوب
في كلّ مفخرةٍ لهم ذِكْرٌ سَمَا *** وبكلّ قِسْطٍ في العلاء نصيب
مَنْ فجَّرَ " البنّا " اليقينَ بروحهمْ *** واليأسُ مُسْودّ الجبين قطوب
ما بيننا عهْدُ الإخاء ومبدأٌ *** مِنْ ديننا فيه تشعُّ طيوب
ومعاركٌ كالعاصفاتِ لها على *** دَرْبِ الفداءِ زمازمٌ وهبوب
و " قواعدُ الإخوان " لَمّا أذّنَتْ *** بكفاحها والجرْحُ – بَعْدُ – رغيب
لم يفتقدنا البذلُ في ساحاتها *** ومجال عُذْر الخالفين رحيب
كُنّا الزلازلَ رَجْفها لا ينتهي *** حتى تفيق من السُّبات شعوب
نتقحّمُ الصّعبَ الأشدَّ من الذّرى *** وبنا تضيق مرابعٌ وسهوب
% % %
هُوَ يوسفٌ .. بل يوسفٌ أنا.. إخوتي *** وليخْسأ الموتورُ والمجبوب
أكْبَرْتهُ شيخاً .. نصيبٌ للأذى *** منْهُ .. وللأيام مِنْه نصيب
سبعون عاماً ما امتطى صهواتِها *** عجْزٌ بميدان الفدا وهروب
هذا الذي احتشدتْ " معانُ " لِشُكْرهِ *** وبحبّه الحَمَلُ التقى والذّيب
تدعو له .. وتقولُ : سَعْيُكَ لاخباَ *** منه بليْل الحالكاتِ شبوب
يا حائزاً مدْحَ الجميع بصدْقِهِ *** وبذاك يَصْدحُ شاعرٌ وأديب
ستظلُّ في سمع الزّمان مُخلَّداً *** وشموسُ فضْلِكَ مالهنَّ غروب
إن عُدْتَ في الدُّنْيا غريباً .. فالهدى *** نَغَمٌ بلحْنِ المرجفين غريب
المرجفات: الأخبار الكاذبة.
الكفاح: جريدة الكفاح الإسلامي.
الغيل: الأجمة وموضع الأسد.
الفارس المصلوب: عبد الله بن الزبير.
البنا: الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله.
قواعد الإخوان: القواعد التى أقيمت في الأردن لتدريب المتطوعين لحرب اليهود.