البداية :- عودة إليها (الكاميرا) وعودة اليه( مجتمع المشهد ) والرجوع اضطراري بعد إنتهاء كل سنة وازدحام سنة أخرى لولاهما لما احسسنا بإنقطاع الزمن العربي المستعاد بالروتين واحساسنا هنا وهمي على كل حال لا يرقى عملياً الى مستوى الحلم فيما بعد ، حيث الزمن نمارسه ببساطة رغم كلامنا الطامح ، تكراراً لحلقات يومية او اسبوعية او شهرية متواصلة ببطء وكأنه جمل رابخ ، صبور مسكين ، نصعده في روزنامه،وننهره لندب به بخطىً "كرونولوجية" مرسومة ترتفع وتهبط هادجةً الى الامام والوراء...
وتطول (الجملة) ويقصر في حساب اعتدناه، في مسيرة ألفنا تكرارها بإعجاب وتماه وكأننا، الأبرياء الاتقياء وحدنا عبر أدغال تحاصرنا بزنادقة وقطاع طرق... كأننا لسنا في زمن السرعة القاتلة التي لا ترحم ولا تشفق ولا ترى من الوراء الا أمامها الذي تلتهمه التهاماً في عصر " ما بعد التوربين"...ولا مفر من هذه البداية المتكررة في شكل ستارة تفتح وتغلق مع متعة كل نص...
مسرحية عربية واحدة :- أندية عربية ،اتحادات كتاب ،جمعيات فنانين(تشكيليين،ومسرحيين،وممثليين...) ونقابات وتجمعات الى اخره......تفتح الستارة ممارسة بهدوء "انتخابات ديموقراطية" لهيئات إدارية(هي نفسها غالباً...)وتغلق الستارة لتمارس عادات سرية وعلنية وقحة اكثرها روتين ديموقراطي عربي بإختصار وأقلها "خالف تعرف" أو خالف ودعها للرحمان،(خليها عالسبحانية ) ، والغريب ان الاكثرية غير الصامتة هنا تطمح بأن تصل الأمور الى مستوى جمعيات الصناعيين والتجار ومخلصي البضائع (الترانزيت وغيره) التي تفتح الستار وتغلقها بثقافة ديموقراطية عالية أعلى وأفعل دائما.
اين(حكيك)الديمقراطي ايتها الهيئات؟ اين اعضاء الهيئات الادارية ذوو المشاريع البديلة؟ بل اين مثقفو الهيئات العامة ؟(لا حساب ولا جواب :- الجمل الصبور،المسكين الطيب ،الرابخ وليس الرابض ،يتم امتطاؤه في روزنامة يومية ليدب هدجاً الى(أمامنا_ورائنا) دون ثواب ...أو عقاب ،بل الأنكى ان المتمولين الثقافيين ،من حسابات خاصة أو رسمية ،يعدلون القوانيين الداخلية بعناوين كبيرة لتستخدم "مطايا شرعية " لإستمرارهم بوقاحة متمادية لتستغبي الهيئات العامة والقوانين وتشتثمرها بغطاء حماية حزبية أو نافذة ...
وباختصار :-مسرحية عربية واحدة يمارس الممثلون فيها ادوار السلطة مبددين الطاقة الثقافية منذ عشرات السنين...
مشاهدون:-في الكراسي الثقافية نجلس ، من المدرسة الى الجامعة الى الصحيفة والمجلة الى التلفزيون (لربما الانترنيتيون وحدهم يشذون عن الكورس العام فينا ) نجلس ونرتاح ،نجلس ونكبو ،نجلس ونمشي في سياجنا الدوغمائي ،نشاهد ما يحدث بنا ولنا بمتعة نفاقية ولذة قشورية ،نشاهد استهلاكنا، قالوا : الان طاقة أخرى تتبدد...نلوم الآخر ونعلكة طازجاً، بأضراس منخورة ...نتلذذ في إ بتكار لغة دموية لمضغه،نكتبها ونقولها سلجمنا ودمنا الباردين .غضغ بعضنا بعضاً كالبوشار المعروف في مداخل دور السينما قالوا....وقالوا : نجلس ونحن نشاهد ،ونجلس ونحن نمشي ونركض ونجلس ونحن نذهب أو نرجع مفكرين ،مبدعين،مشفقين علينا أو جالدين لأنفسنا بأنفسنا كما نجلد الآخر ونريده ان يجلده بمازوشية او بدونها بإطناب أو بإختصار: النص ديماغوجيا الممثل لانتزاع اللاعب فيه وفينا من اللعبة الثقافية ...
اللعبة في العلبة :- اللعبة بسيطة ليست كالطناجر أو الطاولات الصينية المتداخلة بعضها في بعض من أكبر لأصغر العلبة بسيطة تتسع في في ذاتها كالفضاء الذي كلما وضعت فيه قوس سحاب أو مدى اتسع وتعمق في ألوان تمطر نماء وتعطر كما قالوا...العلبة بلا جدران وأسقفة .فقط افضية متنامية فوق اساسات غير مرئية ...كقطارات الضوء ذات السرعة القصوى .أفضية طيارة على خطوط ضوئية متوازية ومدقوقة في أصلاب الأرض .
العلبة حقل في حقل وراء حقل ....العلبة فلاحون وقطافو ورد وعسل ، آنية مشقوعة في وثبات...إذن العلبة لعبة ،او كما يريد دريدا :اللعبة في العلبة .في كيفية العلبة وهنا تبدأ لغة الآخر تكوننا ونكونها دون أي ارتياب أو حيطة هوية .الهوية هنا ،هواية ،هواء ،هوى،هو...الهوية هنا هي "الآخر أنا" أي الآخر نحن" رغم ما لهذه التعبيرات من "الغراميشية" من قسوة وغموض شعبوي ساحر ،فاللعبة "هي لإستهلاكنا " ولكننا لا نتمتع إلا باستهلاكنا وهذا هو الجهل في شعوب وأمم ترث حضارات وثقافات تستخدمها "محايات" على "الصبورة" تطلع وتنزل وتروح وتجيء "في دائرة الطباشير القوقازية ": هل هو بريخت العربي!
"تروجان" آل خطاب
Wed Jul 23, 2008 12:14 am
